قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ليس لك من الأمر شئ ( 1 ) وقوله ان الأمر كله لله ( 2 ) ووجه الدلالة : أن الاية الاولى تدل على أن النبي صلى الله عليه وآله مع كمال عقله وعلمه ليس له من الأمر شئ . والثانية تدل على أن الأمر كله كبيره وصغيره لله ومختص به . ولا ريب أن أمر الامامة من أعظم الامور وأهمها ، فبمقتضى الايتين لا يجوز أن يباشر النبي صلى الله عليه وآله مع كماله تعيين الامامة من عنده بغير اذن الله ، فغير النبي صلى الله عليه وآله بطريق الاولى لا يجوز لهم تعيين الامام .
ومما يؤيد الاية ما رواه علي بن محمد بن يونس في الصراط المستقيم ، عن جرير الطبري ، أن بني كلاب قالوا للنبي صلى الله عليه وآله : نبايعك على أن يكون الأمر لنا بعدك ، فقال : الأمر لله ان شاء فيكم ، وان شاء في غيركم ( 3 ) . فبطل بالايتين امامة الأئمة الثلاثة المبنية على الاختيار ، فثبت امامة أئمتنا الاثني عشر ، لأن من سواهم من أئمة المبتدعين المعدودين من الشيعة قد بطلت بما بيناه سابقا .
( 1 )
آل
عمران : 128
. ( 2 )
آل عمران : 154
. ( 3 )
الصراط المستقيم 1 : 72 - 73 .