اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والعالمان ينزلان من الكمال الى النقصان ، ويعودان من النقصان الى الكمال ، حتى ينتهي الى الأمر ،
وهو المعبر عنه ب ( كن ) وينتظم بذلك سلسلة الوجود الذي مبدأه من الله ومعاده إليه ، ثم يقولون :
الامام مظهر الأمر ، وحجته مظهر العقل الذييقال له العقل الأول وعقل الكل ، والنبي مظهر النفس التي
يقال لها نفس الكل ، والامام هو الحاكم في عالم الباطن ، ولا يصير غيره عالما بالله الا بتعليمه اياه
، ولذلك يسمونهم بالتعليمية ، والنبي هو الحاكم في عالم الظاهر ، ولا تتم الشريعة التي يحتاج الناس
إليها الا به ، ولا يخلو زمان عن امام : إما ظاهر ، وإما مستور ، وطريقتهم التأليف بين أقوال الحكماء
وأقوال أهل الشرع . وأما تعيين أئمة الاسلام ، فقالوا : الامام في عهد رسول صلى الله عليه وآله كان
عليا ، وبعده كان ابنه الحسن اماما مستودعا ، وابنه الحسين اماما مستقرا ، ولذلك لم يذهب الامامة في
ذرية الحسن ، فانتهت بعده الى علي ابنه ، ثم الى محمد ابنه ، ثم جعفر ابنه ، ثم الى اسماعيل ابنه وهو
السابع .
وقالوا بأن الأئمة في عهد ابن اسماعيل محمد صاروا مستورين ، ولذلك سموهم بالسبعية ،
لوقوفهم على السبعة الظاهرة ، ودخل في عهد محمد زمان استتار الأئمة وظهور دعاتهم . ثم ظهر المهدي
ببلاد المغرب ، وادعى أنه من أولاد اسماعيل ، واتصل أولاده ابن بعد ابن الى المستنصر ، واختلفوا
بعده ، فقال بعضهم بامامة نزار ابنه ، وبعضهم بامامة المستعلى ابنه الاخر ، وبعد نزار استتر أئمة
النزاريين ، واتصلت امامة المستعليين الى أن انقطع في العاضد ، وكان الحسن بن علي بن محمد بن الصباح
المستولي على قلعة الموت من دعاة النزاريين ، ثم ادعوا بعده أن الحسن الملقب بعلي كان اماما ظاهرا
من أولاد نزار ، ثم انقرضوا . ولا يخفى على البصير بأدنى تأمل بطلان مذهب هؤلاء الملاحدة المخالفة
لدين الاسلام ، وأكثر ما دل على بطلان مذهب الزيدية دل على بطلان مذهبهم أيضا . وأما غير هاتين
الفرقتين من فرق الشيعة ، فكفى في ابطالهم انقراضهم ، ولا
يحتاج الى تطويل الكلام في ابطال شبههم . فلما ثبت بطلان مذهب أهل السنة ومن سوى الامامية من فرق
الشيعة ، ثبت حقية الامامية وأئمتهم الاثني عشر ، لامتناع اتفاق كل الامة على الباطل وخلاف الحق .
الدليل الرابع عشر .