اجتماع جميع العلوم والفنون عند آل محمد عليهم السلام
ما ظهر عنهم من العلوم التي تفرقت في فرق العالم ، فحصل في كل فرقة فن منها ، واجتمعت فنونها وسائرأنواعها في آل محمد عليهم السلام ، ألا ترى الى ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في أبواب
التوحيد والكلام الباهر المفيد ، من الخطب ، وعلوم الدين ، وأحكام الشريعة ، وتفسير القرآن ، وغير
ذلك ، ما زاد على كلام جميع الخطباءوالعلماء والفصحاء ، حتى أخذ عنه المتكلمون والفقهاء والمفسرون
، ونقل عنه أهل العربية اصول الاعراب ومعاني اللغات ، وقال في الطب ما استفاد منه الأطباء ، وفي
الحكمة والوصايا والاداب ما أربى على كلام جميع الحكماء ، وفي النجوم وعلم الاثار ما استفاد من جهته
جميع أهل الملل والاراء .
ثم قد نقلت الطوائف عن عترته الطاهرين مثل ذلك من العلوم ، ولم يختلف في
فضلهم وعلو درجاتهم ( 1 ) في ذلك من أهل العلم اثنان . فقد ظهر عن الباقر والصادق عليهما السلام لما
تمكنا من الاظهار ، وزالت عنهما التقية التي كانت على سيد العابدين ، من الفتاوى في الحلال والحرام
وسائر المسائل . وروى الناس عنهما من علوم الكلام ، وتفسير القرآن ، وقصص الأنبياء ، وأخبار العرب
وملوك الامم ما سمي أبو جعفر باقر العلم . وقد روى مسلم في أول صحيحه : أن جابر الجعفي روى عن أبي جعفر
الباقر سبعين ألف حديث ( 2 ) .
( 1 )
في ( ق ) : درجتهم
.( 2 )
صحيح مسلم 1 : 20 .