قوله تعالى ( وكونوا مع الصادقين )
( 1 ) ووجه الدلالة : أن الله تعالى أمرنا بالكون مع الصادقين ، ثم وصفهم في كتابه فقال جل جلاله ( ليسالبر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب
والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب
وأقام الصلاة وآتىالزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس
اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون ) ( 2 ) .
فنعت الله الصادقين بتسعة عشر نعتا ، ثم هذه النعوت
المذكورة لم تكن في غير الأئمة الاثني عشر ممن ادعى الامامة بالاجماع ، لأنها معنى العصمة ، فثبت
أنهم هم الأئمة الصادقون . ويمكن الاستدلال بوجه آخر قريب من هذا الوجه : وهو أن الله تعالى أمرنا
بالكون مع الصادقين ، ولا يخفى على المتتبع وقوع الاختلاف بين علي ( عليه السلام ) وعمر وعثمان ، وكذا
سائر أئمتنا وأئمتهم ، وقد علم صدق أئمتنا بالكتاب والسنة والاجماع دون أئمة المخالفين ، فثبت
امامة أئمتنا ووجوب الكون معهم وبطلان امامة أئمتهم
.
( 1 )
التوبة : 119
.( 2 )
البقرة : 177 .