بن عباس ، أنه قال : ان آية يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي
الأمر منكم نزلت في شأن علي حين استخلفه الرسول على المدينة ( 1 ) . الدليل التاسع عشر .
الايات الدالة على شفقة الله بخلقه
وذلك في آيات الرحمة ، والعفو ، والمغفرة ، والتوبة ، والنعمة ، وفي امور رسوله بنحو ذلك من التلطف ،والتغافل عنهم ، والارفاق بهم في قوله فاصفح الصفح الجميل ( 2 ) فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم ( 3 ) . فكيف يحسن من الله والرسول مع شدة
عنايتهما الاخلال بنصب الامام ، مع شدة الناس إليه ، مع أن النبي صلى الله عليه وآله من غاية اشفاقه
ما كان يسافر عنهم حتى يجعل لهم من ينوبه فيهم وينظر في مصالحهم ، وأنه كان إذا أنفذ جيشا أو سرية
يقول : ان قتل أميركم فالأمير فلان ، وان قتل فلان ففلان الاخر عوضه . ذكر الحميدي في الجمع بين
الصحيحين في الحديث الخامس والخمسين من افراد مسلم ، من مسند عبد الله بن عمر ، قال : أمر النبي صلى
الله عليه وآله في غزوة موته زيد بن حارثة ، فقال : ان قتل زيد فجعفر ، فان قتل جعفر فعبد الله بن
رواحة ( 4 ) . وكل ذلك فعل النبي صلى الله عليه وآله لئلا يقع بينهم اختلاف ، ولئلا ينتشر أمرهم . ان قيل
: هذا من باب الخطابة والمسألة العلمية ، فلا يستفاد من الخطابة الا الظن . قلنا : لا بل ذلك من باب
مفهوم الموافقة ، فان الأمر باللين والاستغفار والتواضع هابط في اللطفية عن نصب الامام المعصوم ،
فيجب بطريق الأولى ، فالخطاب الالهي
برهاني ، لان اثبات الرحمة التامة وارادة المنافع العامة علة نصب الامام ، فهذا برهان ، لمي فثبت
بهذا الدليل بطلان مذهب أهل السنة والزيدية القائلين بعدم وجوب نصب الامام المعصوم على الله
والرسول ، فثبت حقية مذهبنا وأئمتنا الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين . الدليل العشرون .
( 1 ) احقاق الحق 3 : 425 عن مناقب الكاشي عن رسالة الاعتقاد
.( 2 )
الحجر : 85
.( 3 )
آل عمران : 159
.( 4 )
الطرائف ص 382 عن الجمع بين الصحيحين .