أئمة المخالف لا يجوز اتباع قولهم وقبول شهادتهم
ومن كان كذلك لا يجوز امامته بالاجماع ، فبطل امامتهم . أما الدليل على الصغرى ، فقوله تعالى ( انجاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) ( 1 ) . ووجه الدلالة : أنه يدل على وجوب التبين عند خبر الفاسق ، وهو بمعنى من
قام به الفسق ، فبمقتضى الاية يجب التوقف عند خبر كل من لم يعلم عدالته ، وأئمة المخالف لا يعلم
عدالتهم ، لأن الامة في شأنهم مختلفون ، والاجماع الذي ادعوه فقد أبطلناه ، وكذا سائر شبههم التي
تمسكوا بها ، فلا يجوز اتباع قولهم وقبول شهادتهم ، فثبت امامة الأئمة الاثني عشر ، لعدم القائل
بالفصل ، ولاجماع الامة على عدالتهم . الدليل الثلاثون .
اختلاف الامة في شأن أئمة المخالفين
ان الامة مختلفون في شأن أئمة المخالفين ، فقال قوم بعدالتهم ، وقوم بظلمهم وضلالتهم ، فيحتمل أنيكونوا ظالمين ، ومن كان كذلك لا يجوز الحكم بامامته ، لقوله تعالى ( لا ينال عهدي الظالمين ) ( 2 ) .
ووجه الدلالة : أن الظالم بحسب وضع اللغة بمعنى من قام به الظلم ، فمن لم يعلم عدم قيام الظلم به لا
يجوز الحكم بامامته ، فثبت امامة أئمتنا ، للاتفاق على عدالتهم ، ولعدم القائل بالفصل
.
الدليل الحادي والثلاثون .
( 1 )
الحجرات :
6
.( 2 )
البقرة : 124 .