قوي في حجته ، يتناول قضية هي من أهم القضايا الدينية في الصميم ، وهي قضية الامامة ، والتي احتلت
المساحة الكبرى من اصول الاعتقاد ، وليس هناك قضية دينية اختصت بالأهمية والخطورة كهذه القضية ،
وذلك لأن الاصول الاعتقادية الاخرى ، من التوحيد والعدل والنبوة والمعاد وما يتفرع عليها ، وان وقع
الاختلاف فيها بين المسلمين ، الا أن الاتفاق على كبرياتها حاصل بينهم . وأما هذه القضية وهي مسألة
الامامة ، فقد وقع الاختلاف فيها كبرى وصغرى ، وكان من نتيجة هذا الاختلاف أن افترق المسلمون الى
فرقتين كبيرتين ، وانشعب من كل منهما فرق اخرى ، وكل فرقة تدعي أنها أصابت الحق فيما ذهبت إليه .
الشيعة الامامية
ثم ان هذه الفرق على تعددها واختلاف نظراتها يجمعها الاسمان المتباينان الشيعة والسنة ، واسمالشيعة وان كان يشمل عدة فرق ، الا أنه انحصر واختص بالشيعة الامامية الاثنى عشرية ، وأصبح علما على
هذه الطائفة ، بحيث أصبح المتبادر من اطلاقه هم دون سواهم ممن تسمى بهذا الاسم ، وذلك :
أولا
لما
ابتنت عليه اصول عقيدتهم من مشايعة أمير المؤمنين وأولاده عليهم السلام ومتابعتهم منذ عهد الرسالة
والى يوم الناس هذا .