محمد عليهما السلام ، وهم رؤساء الشيعة في الفقه والأحكام ورواية الحديث ، وقد صنفوا الكتب ، وجمعوا
المسائل والروايات ، وأضافوا أكثر ما اعتمدوه من الرواية إليه والى أبيه محمد بن علي عليهما السلام
. وكان لكل انسان منهم أتباع وتلامذة في المعنى الذي يتفرد به ، وانهم كانوا يرحلون من العراق الى
الحجاز ، ثم يرجعون ويحكون عنه الأقوال ، ويسندون إليه الدلالات ، وكانت حالهم في وقت الكاظم والرضا
عليهما السلام على هذه الصفة ، وكذلك الى أبي محمد العسكري عليه السلام .
وإذا كان الأمر على ما
ذكرناه ، لم تخل الامامية في شهادتها بامامة هؤلاء بالنص : إما أن تكون صادقة محقة في نقل النص عليهم
، فقد ثبت المطلوب . وان كانت كاذبة في شهادتها ، يلزم أن يكون من سميناهم من أئمة الهدى عليهم السلام
ضالين برضاهم بذلك ، فاسقين بترك النكير عليهم ، مستحقين للبراءة من حيث تولوا الكذابين ، مضلين
للامة لتقويتهم اياهم ، واختصاصهم من بين الفرق كلها ، ظالمين في أخذ الزكوات والأخماس عنهم ، وهذا
باطل ، لثبوت طهارتهم وعدالتهم وعلو درجاتهم بالاجماع والاتفاق . الدليل السابع .
تنصيص الرسول صلى الله عليه وآله على ان الخلفاء بعده اثنا عشر
أخبر النبي صلى الله عليه وآله بأن يكون بعده اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، وفي بعض الأخبار : اثناعشر أميرا كلهم من قريش . ولا يخفى أن هذه رواية رواها العامة في صحاحهم بعدة طرق ، وعدوها من الصحاح
، تسخيرا من الله سبحانه ، مع بغضهم وعداوتهم للامامية الاثني عشرية ، وقد ورد هذا المعنى في كتب
المخالف في عدة أحاديث :