اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 517
نمايش فراداده

حكاية لطيفة

قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة : دخلت على علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد ، فقلت له : أكانت فاطمة صادقة ؟ قال : نعم ، قلت : فلم لا يدفع إليها أبو بكر فدك وهي عنده صادقة ؟ فتبسم ، ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وتذممه ( 1 ) وقلة دعابته ، قال : لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة ، وزحزحته عن مقامه ، ولم يمكنه الاعتذار والمدافعة ( 2 ) بشئ ، لأنه يكون قد أسجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة الى بينة وشهود ، هذا كلام صحيح وان كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل ( 3 ) .

انظر أيها اللبيب الى هذين الرجلين كيف أنطقهما الله بالحق ، وشهدا بظلم امامهما تسخيرا من الله سبحانه ، ولا يخفى أن غصب الشيخين حق فاطمة عليها السلام وايذائهما لها في منع الأرث ، واحضار النار لاحراق الدار عليها وعلى من فيها - على ما بيناه في الفاتحة - دليل صريح وبرهان واضح على استحقاقهما اللعن والعذاب . لأنه في البخاري :

من أغضبها فقد أغضبني ( 4 ) ، وفي مسلم : يريبني مارابها ويؤذيني ما آذاها ( 5 ) ورووا جميعا أنه عليه السلام قال : ان الله يغضب لغضبها وما في معناها من الأحاديث ( 6 ) ، وقد تقدم في الدليل السادس والعشرين ، وقد قال الله تعالى :

( 1 ) في الشرح : وحرمته .

( 2 ) في الشرح : والموافقة .

( 3 ) شرح نهج البلاغة 16 : 284 .

( 4 ) صحيح البخاري 4 : 219 .

( 5 ) صحيح مسلم 4 : 1902 .

( 6 ) راجع : احقاق الحق 10 : 116 - 122 .