اربعین فی امامة الائمة الطاهرین

محمد طاهر بن محمد حسین الشیرازی النجفی القمی؛ تحقیق: مهدی رجایی

نسخه متنی -صفحه : 662/ 575
نمايش فراداده

لا نعبد الله سرا بعد هذا اليوم ، ولعمري لو كان يطلعون على ما ذكرناه لجحدوه وكتموه ، لكن الله قد أعمى قلوبهم ، وختم على سمعهم ، كما قال تعالى ( أم يحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون ان هم الا كالأنعام ) ( 1 ) الاية . ومما يدل أيضا على أن اسلام عمر وقوله ( لا نعبد الله سرا ) كان على سبيل المخادعة ، أنه لم يكن من أهل الشجاعة ، وعظم القدر ، ومن الرؤساء المطاعين في قريش والعرب ، فلا وجه لمنعه عبادة الله سرا الا ما ذكرناه من المخادعة ونقض ما أبرم الرسول صلى الله عليه وآله . الدليل التاسع والثلاثون .

بطلان امامة ثالث خلفائهم

ان عثمان الملقب ب‍ ( نعثل ) الذي هو ثالث خلفاء المخالفين كان ظالما فاسقا ، ومنكان كذلك لا يصلح للخلافة بالاجماع ، فبطل امامة الأولين أيضا ، لعدم القائل بالفصل ، فثبت حقية مذهبنا وأئمتنا الاثني عشر ، لبطلان سائر الفرق الاسلامية على ما بيناه ، وأما كونه ظالما فنحن نبينه . اعلم أن في تسميته بنعثل أقوالا ، ففي حديث شريك : أن عائشة وحفصة قالتا له : سماك رسول الله نعثلا تشبيها لك بيهودي . وقال الكلبي : انما قيل نعثلا تشبيها برجل لحياني من أهل مصر ، وقيل من خراسان . وقال الواقدي : شبه بذكر الضباع ، فانه نعثل لكثرة شعره ، وقال : انما شبه بالضبع لأنه إذا صاد صيدا قاربه ثم أكله ، وانه اتي بامرأة لتحد ، فقاربها ثم أمر برجمها ، ويقال النعثل للتيس الكبير العظيم اللحية . قاله الكلبي في كتاب المثالب : كان عفان ممن يلعب به ويتخنث ، وكان يضرب بالدف ( 2 ) . وقد أحدث عثمان امورا :

( 1 ) الفرقان : 44 .

( 2 ) الصراط المستقيم 3 : 30 .