اربعین فی امامة الائمة الطاهرین نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فصار عمر الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأعلمه الله أنه قد رغب في دينه والدخول فيه ، وأظهر
الاسلام ، ثم قال : يا رسول الله فما بالنا نعبد الله سرا ، وقال للذين كانوا أسلموا مع رسول الله صلى
الله عليه وآله : أخرجوا حتى نقاتل المشركين ، وسل سيفه وقال : من يعرض لنا قتلناه بسيوفنا . وقد رأى
أن الرسول سيعينه على ذلك ، فإذا رأت قريشا سيفا مسلولا وجدت السبيل الى سل السيوف ، فيكون ذلك
السبيل الى قتل رسول الله صلى الله عليه وآله ، كان سبيل كل من سل سيفا فقد أوجد عدوه الى سل سيفه
أيضا عمدا . فلما فعل عمر ذلك ، قال له الرسول صلى الله عليه وآله : يا عمر ان كنت جئت راغبا في
الدينبما رضي اخوانك المسلمون من الصبر على الأذى والكف عن المنابذة ، فاني لم اومر بشئ من هذا الى
أن يقدر الله ما يشاء ، وان كنت طالبا غير الدين فلسنا من أصحابك .
فلما لم يجد عمر الفرصة مما قصد له
، بقي متحيرا مداهنا لقريش ، يخاف أن لا يكون للرسول دولة فيهلك معه ان لم يظهر لقريش الرغبة في
الدين ، ويخاف أيضا أن يكون للرسول دولة من بعد ، فلا يكون له من دولته نصيب ، فبقي عند ذلك مداهنا
للجميع . قال : ومن الدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما حوصر في شعب عبد المطلب مع بني
هاشم ، لم يتحاصر معه ولا أبو بكر ، وأصلحا جميعا على المداهنة والانتظار . وسل سيفه في تلك الحال كان
من أعظم الكفر ، لأنه كان حيلة منه أراد أن ينقض على رسول الله صلى الله عليه وآله تديبره . والعجب كل
العجب أن أهل السنة عدوا من فضائل عمر أنه قال حين أسلم :