السادس : أنهم لم يستحبوا الجريدتين ، مع أنه ورد في الجمع بين الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله مر بقبرين يعذبان : أحدهما من النميمة ، والاخر لعدم التنزه من البول ، فشق عسيبا رطبا باثنين وغرس على كل واحد واحد ، ثم قال : لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا . وفي حديث سفيان : أنه عليه السلام قال للأنصار : خضروا صاحبكم بجريدتين خضراوين يوضعان من أصل الترقوة الى أصل اليدين ( 1 ) . ومن جملة تعصبات فقهائهم في غير الحق وعدولهم من السنة الى البدعة : أن ذكرالغزالي والمتوكل ( 2 ) وكانا امامين للشافعية ، أن تسطيح القبور هو المشروع ، لكن لما اتخذه الرافضة شعارا لهم ، عدلنا عنه الى التسنيم ( 3 ) . وذكر الزمخشري في كشافه وهو من أئمة الحنفية ، في تفسير قوله تعالى ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ) ( 4 ) جواز الصلاة بمقتضى هذه الاية على آحاد المسلمين ، لكن لما اتخذه الرافضة ذلك في أئمتهم منعناه .
وقال مصنف الهداية من الحنفية أيضا : المشروع التختم باليمين ، لكن لما اتخذه الرافضة عادة جعلنا التختم في اليسار . وقال الكنجي في كفاية الطالب : ان عليا عليه السلام كان يتختم باليمين . وقال الترمذي والسجستاني وابن حنبل وابن ماجة وأبو يعلى والمحتسب والسلمي والبيهقي ، وهو في صحيح مسلم والبخاري : ان النبي صلى الله عليه وآله والعترة والصحابة تختموا في أيمانهم . وعد الجاحظ في كتاب نقوش الخواتيم أن الانبياء من آدم الى النبي صلى الله عليه وآله تختموا في أيمانهم ، وخلعه ابن العاص من يمينه ولبسه في شماله وقت التحكيم . وذكر الراغب في المحاضرات : أن أول من تختم في اليسار معاوية ، فلبس المخالف في شماله ، علامة ضلالته باستمراره على خلع علي عليه السلام من امامته .
( 1 )
الصراط المستقيم 3 : 187
. ( 2 )
في الصراط : والمزني
. ( 3 )
الصراط المستقيم 3 : 206
. ( 4 )
الأحزاب : 43 .