اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 350
نمايش فراداده

فصل فيما يتعلق به الاعجاز

إن قال قائل : بينوا لنا ما الذى وقع التحدي إليه ؟

أهو الحروف المنظومة ؟

أو الكلام القائم بالذات ؟

أو غير ذلك ؟

قيل : الذى تحداهم به : أن يأتوا بمثل الحروف التى هي نظم القرآن ، منظومة كنظمها ، متتابعة كتتابعها ، مطردة كاطرادها ، ولم يتحدهم إلى أن يأتوا بمثل الكلام القديم الذى لا مثل له .

وإن كان كذلك فالتحدي واقع إلى أن يأتوا بمثل الحروف المنظومة ، التى هي عبارة عن كلام الله تعالى في نظمها وتأليفها ، وهى حكاية لكلامه ، ودلالات عليه ، وأمارات ( 1 ) له ، على أن يكونوا مستأنفين لذلك ، لا حاكين بما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم .

ولا يجب أن يقدر مقدر أو يظن ظان أنا حين قلنا : إن القرآن معجز ، وأنه ( 2 ) تحداهم إلى أن يأتوا بمثله - أردنا غير ما فسرناه ، من العبارات عن الكلام القديم القائم بالذات .

وقد بينا قبل هذا أنه لم يكن ذلك معجزا ، لكونه عبارة عن الكلام ( 3 ) القديم ، لان التوراة والانجيل عبارة عن الكلام ( 4 ) القديم ، وليس ذلك بمعجز في النظم والتأليف .

وكذلك ما دون الآية - كاللفظة - عبارة عن كلامه ، وليست بمنفردها بمعجزة .

وقد جوز بعض أصحابنا : أن يتحداهم إلى مثل كلامه القديم القائم بنفسه ! والذى عول عليه مشايخنا ما قدمنا ذكره ، وعلى ذلك أكثر مذاهب الناس .

( 1 ) م : " ودلالة . وأمارة "

( 2 ) س : " فإنه "

( 3 ) م ، ك : " كلام "

( 4 ) ك ، م : " كلام "