اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 390
نمايش فراداده

أنشدني أبو القاسم الزعفراني ، قال : أنشدني المتنبي ، لنفسه ، القطعة التى يقول فيها :


  • وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم ( 1 )

  • وآفته من الفهم السقيم ( 1 ) وآفته من الفهم السقيم ( 1 )

ولكن تأخذ الآذان منه على قدر الفرائح والعلوم وأنشدني الحسن بن عبد الله ، قال : أنشدنا بعض مشايخنا ، للبحتري :


  • أهز بالشعر أقواما ذوى سنة لو أنهم ضربوا بالسيف ما شعروا ( 2 )

  • لو أنهم ضربوا بالسيف ما شعروا ( 2 ) لو أنهم ضربوا بالسيف ما شعروا ( 2 )

على نحت القوافى من مقاطعها وما على لهم أن تفهم البقر ( 3 ) فإذا كان نقد الكلام كله صعبا ، وتمييزه شديدا ، والوقوع على اختلاف فنونه ( 4 ) متعذرا ، وهذا في كلام الآدميين ( 5 ) - فما ظنك بكلام رب العالمين ؟ !

قد أبنا لك أن من قدر أن البلاغة في عشرة أوجه من الكلام ، لا يعرف من البلاغة إلا القليل ( 6 ) ، ولا يفطن منها إلا لليسير .

ومن زعم أن البديع يقتصر على ما ذكرناه من قبل عنهم ( 7 ) في الشعر ، فهو متطرف .

بلى ، إن كانوا يقولون : إن هذه من وجوه البلاغة وغرر البديع وأصول اللطيف ، وإن ما يجرى مجرى ذلك ويشاكله ملحق بالاصل ، ومردود على القاعدة - فهذا قريب .

وقد بينا في نظم القرآن : أن الجملة تشتمل على بلاغة منفردة ، والاسلوب يختص بمعنى آخر من الشرف .

ثم الفواتح والخواتم ، والمبادئ والمثاني ( 8 ) ، والطوالع والمقاطع ، والوسائط والفواصل .

( 1 ) في ديوانه 2 379

( 2 ) ديوانه 673 " ذوى وسن في الجهل لو ضربوا "

( 3 ) م : " من معادنها "

( 4 ) م : " نعوته "

( 5 ) س ، ك " الآدمى "

( 6 ) م : " إلا قليلا "

( 7 ) م : " ما قلناه من قبل عنهم "

( 8 ) م : " والمنادى والمباني "