أنشدني أبو القاسم الزعفراني ، قال : أنشدني المتنبي ، لنفسه ، القطعة التى يقول فيها :
ولكن تأخذ الآذان منه على قدر الفرائح والعلوم وأنشدني الحسن بن عبد الله ، قال : أنشدنا بعض مشايخنا ، للبحتري :
على نحت القوافى من مقاطعها وما على لهم أن تفهم البقر ( 3 ) فإذا كان نقد الكلام كله صعبا ، وتمييزه شديدا ، والوقوع على اختلاف فنونه ( 4 ) متعذرا ، وهذا في كلام الآدميين ( 5 ) - فما ظنك بكلام رب العالمين ؟ !
قد أبنا لك أن من قدر أن البلاغة في عشرة أوجه من الكلام ، لا يعرف من البلاغة إلا القليل ( 6 ) ، ولا يفطن منها إلا لليسير .
ومن زعم أن البديع يقتصر على ما ذكرناه من قبل عنهم ( 7 ) في الشعر ، فهو متطرف .
بلى ، إن كانوا يقولون : إن هذه من وجوه البلاغة وغرر البديع وأصول اللطيف ، وإن ما يجرى مجرى ذلك ويشاكله ملحق بالاصل ، ومردود على القاعدة - فهذا قريب .
وقد بينا في نظم القرآن : أن الجملة تشتمل على بلاغة منفردة ، والاسلوب يختص بمعنى آخر من الشرف .
ثم الفواتح والخواتم ، والمبادئ والمثاني ( 8 ) ، والطوالع والمقاطع ، والوسائط والفواصل .
( 1 ) في ديوانه 2 379 ( 2 ) ديوانه 673 " ذوى وسن في الجهل لو ضربوا " ( 3 ) م : " من معادنها " ( 4 ) م : " نعوته " ( 5 ) س ،
ك " الآدمى " ( 6 ) م : " إلا قليلا " ( 7 ) م : " ما قلناه من قبل عنهم " ( 8 ) م : " والمنادى والمباني "