اعجاز القرآن

محمد بن طیب باقلانی

نسخه متنی -صفحه : 396/ 97
نمايش فراداده

والتفاوت فيه أكثر ، لان التعمل فيه أقل ، إلا من غزارة طبع ، أو فطانة تصنع وتكلف .

ونشير إلى ما يجب في كل واحد من هذه الطرق ، ليعرف عظيممحل القرآن ، وليعلم ارتفاعه عن مواقع هذه الوجوه ، وتجاوزه الحد الذى يصح أو يجوز أن يوازن بينه وبينها ، أو يشتبه ذلك على متأمل .

ولسنا نزعم أنه يمكننا أن نبين ما رمنا بيانه ، وأردنا شرحه وتفصيله ، لمن كان عن معرفة الادب ذاهبا ( 1 ) وعن وجه اللسان غافلا ، لان ذلك مما لا سبيل إليه ، إلا أن يكون الناظر فيما نعرض عليه مما قصدنا

إليه من أهل صناعة العربية ، قد وقف على جمل من محاسن الكلام ومتصرفاته ومذاهبه ، وعرف جملة من طرق المتكلمين ، ونظر في شئ من أصول الدين .

وإنما ضمن الله عز وجل فيه البيان لمثل من وصفناه ، فقال :

( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) ( 2 ) .

وقال : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) ( 3 ) .

( 1 ) م : " ذاهلا "

( 2 ) سورة فصلت : 3 .

( 3 ) سورة الزخرف : 3