استقصا لاخبار دول المغرب الاقصی

احمد بن خالد سلاوی؛ تحقیق: جعفر الناصری، محمد الناصری

نسخه متنی -صفحه : 563/ 175
نمايش فراداده

العرب من جشم وهلال على الموحدين وأوقعوا بمقدمة المنصور فنهض إليهم من تونس وأوقع بالملثمين أولاً
ثم بالعرب ثانياً وقل جمعهم واتبع آثارهم إلى أن شردهم إلى صحارى برقة وانتزع تلك البلاد من أيديهم
ثم راجعوا بصائرهم فأتوه طائعين خاضعين حسبما قدمنا الخبر عن ذلك مستوفي
وكان الذين قاتلوه أولاً راجعوا طاعته ثانياً هم قبائل هلال بن عامر وجشم بن معاوية بن بكر كما قلنا
وهم أصحاب غرب إفريقية وأما بنو سليم بن منصور فلم يقاتله منهم أحد فذلك بقي بنو سليم بأرض إفريقية
ونقل المنصور رحمه الله بني هلال وبني جشم إلى المغرب الأقصى حين أتوه طائعين وكان ذلك سنة أربع
وثمانين وخمسمائة فأنزل قبيلة رياح من بني هلال ببلاد الهبط فيما قصر كتامة المعروف بالقصر الكبير
إلى أزغار البسيط الأفيح هناك إلى ساحل البحر الأخضر فاستقروا بها وطاب لهم المقام وأنزل قبائل جشم
بلاد تامسنا البسيط الأفيح ما بين سلا
--------------------
169
ومراكش وهو أوسط بلاد المغرب الأقصى وأبعدها عن الثنايا المفضية إلى القفار لإحاطة جبل الدرن بها
فلم ييمموا بعدها قفراً ولا أبعدوا رحلة
واعلم أن هذين البسيطين يسميان اليوم ف يعرف عامة أهل المغرب بالغرب والحوز فالغرب عبارة عن بلاد
الهبط وأزغار وما في حكمها و الحوز عبارة عن بلاد تامسنا وما اتصل بها إلى مراكش فكان لرياح بلاد
المغرب
ثم أعلم أيضاً أن قبيلة رياح هم بنو رياح بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة وهم بطون
كثيرة وجلهم قد بقى بأرض إفريقية والذين انتقلوا منهم إلى المغرب الأقصى كان رئيسهم في ذلك العصر
مسعود بن سلطان بن زمام الذوادي من بني مرداس بن رياح فأقام معهم مدة ثم جمع جماعة من قومه وفر إلى
إفريقية وذلك ف يدود التسعين وخمسمائة وأبدأ وأعاد هنالك في الإجلاب مع الثوار إلى أن هلك في بعض
تلك المدة
وأقام الباقون بعد فرار كبيرهم مسعود المذكور ببلاد الهبط وأزغار إلى أن انقرضت دولة الموحدين وكان
عثمان بن نصر رئيسهم أيام المأمون الموحدي وقتله سنة ثلاثين وستمائة
ولما تغلب بنو مرين على ضواحي المغرب ضرب الموحدون على رياح هؤلاء البعث مع عساكرهم فقاموا بحماية
ضواحيهم وانضم إليهم بنو الملوك منهم فكانت بين الفريقين جلة قتل فيها عبد الحق بن محيو بن أبي بكر
بن حمامة أبو الملوك المرينيي وقتل معه ابنه إدريس فأوجدت رياح السبيل لبني مرين على أنفسهم فيطلب
الثأر فأثخنوا فيهم بعد أن ملكوا المغرب واستلحموهم قتلاً وسبياً مرة بعد أخرى
وكان آخر من أوقع بهم السلطان أبو ثابت المريني سنة سبع وسبعمائة تتبعهم بالقتل إلى أن لحقوا برؤوس
الهضاب وأسنمه الربا المتوسطة في
--------------------
170
المرج المستبحر بأزغار فصاروا إلى عدد قليل ولحقوا بالقبائل الغارمة وذهبت رياح أدراج الريح هذا
خبرهم على الجملة
وأما بنو جشم أصحاب تامسنا فإن المنصور لما نقلهم إليها نقل معهم قبائل أخرى كانوا قد قاتلوه معهم
ولم يكونوا ن نسبهم ولكنهم كانوا مندرجين فيهم فكان يطلق على الجميع جشم وهؤلاء القبائل هم المقدم
والعاصم من بني هلال بن عامر ثم من الأثبج منهم وقرة من بني هلال أيضاً والخلط من بني عقيل بن كعب بن
ربيعة بن عامر فهؤلاء القبائل ليسوا من جشم كما ترى ولكنهم لما انغمروا فيهم وانتقلوا إلى المغرب
بانتقالهم أطلق على الجميع جشم
فأما المقدم والعاصم فهما ابنا مشرف بن أثيج بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة وأما قرة
فهم بنو قرة بن عبد مناف بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال فهؤلاء القبائل الثلاثة أعني المقدم والعاصم
وقرة هلاليون وأما الخلط فهم بطن من بني عقيل بالتصغير
قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني الخلط بنو عرف وبنو معاوية ابني المنتفق بن عامر بن عقيل