وبه ( عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " البتئ ) أي المسرع مع تقارب الخطى دون الوثوب والعدو ، ( من الحجر ) أي الأسود والأسعد ( إلىالحجر ) بفتحتين أي كان الحجر مبدأ الرمل ومنتهاه لا كما قيل إنه لم يرمل بين الركنين ، إذ لم يكن محاذيا لنظر الكفار .
والمقصود من الرمل إظهار الجلادة في أعينهم ، وبه قال الحسن البصري وسعيد بن جبير وعطاء ويؤيده ما في أبي داود إذا بلغوا الركن اليماني وتغيبوا عن قريش مسوا ، ثم حيث يطلعونه عليهم فيرملون .
والجمهور على خلاف ذلك ، كما في مسلم وأبي داود والنسائي ، وابن ماجه عن ابن عمر قال : رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحجر إلى الحجر ، فهذه الآثار تقدم على ما تقدم لأنها مثبتة ، وذلك ناف على أنه يمكن الجمع بأن رملهم فيما بين الركنين كان أخف من سائر الجهات ، فظن بعضهم أنهم مشوا ولم يرملوا والله أعلم بحقيقة الحالات .