وقيل معناه : كل مولود يولد على معرفة الله تعالى ، والإقرار به ، فلا تجد أحدا إلا وهو يقر بأن الله صانع ، وإن سماه غير إلها ، وهذا يوافق قول أبي حنيفة من أنه يجب على كل مكلف أن يعر الله بمجرد عقله مع عدم علمه ببعثه الرسل ، كما هو مقرر في محله ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) بتشديد الواو والصاد ، أي يجعلانه يهوديا أو نصرانيا والمعنى أنه يقلدهما وهم يصيران سببا لكفره مع أنهما من أهل الكتاب . وفي بعض الروايات زيادة " ويمجسانه " أي يجعلانه مجوسيا كعبدة النار والأصنام وسائر طرق أرباب الحميات .
ولما كان الكفر الشرعي لا يعتبر إلا بعد البلوغ باختياره ( قيل : ) أي قال بعض الصحابة : ( فمن مات صغيرايا رسول الله ) أي ما حكمه ؟ هل يعد مؤمنايدخل دار الثواب ، أو كافرا يدخل دار العقاب ؟ ( قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ) ، وقد روى صدر الحديث أصحاب الكتب الستة وغيرهم ، عن الأسود ابن سريع ولفظه :
" كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فأبواه يهودنه أو ينصرانه ، أو يمجسانه " .
وفي رواية الشيخين ، عن عائشة :
" ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " .
وفي رواية لهما عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين قال :
الله أعلم بما كانوا عاملين ، أي الله أعلم ، بما هم صائرون إليه من دخول الجنة أو النار .