شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 255
نمايش فراداده

روى عنه جماعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال : " إن من المن " ) أي من جملة المن المذكور في كلامه سبحانه : ( وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) ( الكمأة ) بفتح كاف فسكون ميم وفتح همزة ، وهي نبات معروف لا ورق لها ، ولا ساق يوجد في الأرض من غير أن يزرع ( وماؤها شفاء العين ) ، أي دواء لوجعها وضعفها .

ورواه أحمد والشيخان والترمذي عن سعيد بن زيد بلفظ : الكمأة من المن وماؤها شفاء العين ، ورواه ابن نعيم عن أبي سعيد ولفظه : الكمأة من المن ، والمن من الجنة ، وماؤها شفاء للعين .

وروى الطبراني من طريق ابن المنكدر ، عن جابر قال : كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتنع قوم من أكلها ، وقالوا : هو جدري الأرض فبلغه ذلك فقال : إن الكمأة ليست جدري الأرض ألا إن الكمأة من المن .

واختلف في قوله من المن فقيل :

من المن الذي أنزل الله على بني اسرائيل ، وهو الطل الذي يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل حلوا .

ومنه الترنجبين فكأنه يشبه الكمأة بجامع ما بينهما من وجود كل منهما عفوا بغير علاج .

استعمال الحلال المحض يجلو البصر والبصيرةوقال

الخطابي ليس المراد أنها نوع من المن الذي أنزل الله على بني اسرائيل ، فإن الذي أنزل على بني اسرائيل كان الترنجبين الذي يسقط على الشجر ، وإنما المعنى أن الكمأة شئ ينبت من غير تكلف ببذر ولا سقي .