شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 437
نمايش فراداده

والبقر اسم جنس ، فيذكر ويؤنث ، ولذا قال ( فإنها ) أو الضمير راجع إلى المفردة المفهومة من الجنس أي ، فإن البقر ( ترم ) بضم الراء وكسرها ، وتشديد الميم ، أي تأكل وترعى ( من كل شجرة ) أي فيكون كالمعجون المركب المعتدل الموافق بمزاج كل أحد ، وفيه تنبيه على الاحتراز من لبن البقرة الجلالة ( وفيها ) أي في ألبانها ( شفاء ) أي من كل داء ، أو في الجملة ، وظاهر الإطلاق هوالأول ، فهو المنقول .

ويؤيده رواية الحاكم ، عن ابن مسعود ، بلفظ :

عليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من كل الشجر ، وهو شفاء من كل داء .

لم ينزل الله داء إلا أنزل معه الدواء

وبه ( عن قيس ، عن طارق ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم ينزل الله داء إلا أنزل معه الدواء " ) أي لذلك الداء " إلا الهرم " بفتحتين ، وهو كبر السن وما يترتب عليه من ضعف القوى .

( فعليكم بألبان البقر ، فإنها ترم من الشجر ) .

والحديث رواه الحاكم عن ابن مسعود ، بلفظ : إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، الحديث .

( وفي رواية : إن الله لم يجعل في الأراضي داء إلا جعل له دواء ، إلا الهرم والسأم ) أي الموت .

( فعليكم بألبان البقر فإنها ) أي ألبانها ( تخلط من كل شجر ) ( وفي رواية : ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه دواء إلا السأم والهرم ، فعليكم بألبان البقر ، فإنها ) أي ألبانها ( تخلط من كل الشجر ) أي من كل نوع من جنسها .