شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 465
نمايش فراداده

( وفي رواية عن ابن مسعود قال : إن أول حد أقيم في الإسلام أن رسول الله صلى الله عليه و أتي بسارق فأمر به فقطعت يده ، فلما انطلق به نظر ) أي نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كأنما يسقى ) أي يذر في ( وجهه الرماد ) أي من كثرة الحزن المؤثر في الفؤاد ( فقال ) : أي قائل ( يا رسول الله كأنه شق عليك فقال : " ألا يشق علي أن تكونوا أعوانا للشيطان على أخيكم " أي على إيصال ضرره وإرادة شره ( قالوا أفلا ندعه ؟ ) بالنون أو بتاء الخطاب أي نتركه ( قال : " أفلا كان هذا قبل أن يؤتى به فإن الإمام إذا رفع إليه الحد ، فليس ينبغي له أن يدعه " ) أي يتركه ( حتى يمضيه ) بضم أوله أي يقضيه ، ( ثم تلا : ( وليعفوا وليصفحوا ) إلى آخر الآية ) أي المتقدمة .

وفي الجامع الكبير لشيخ مشايخنا جلال الدين السيوطي عن أبي ماجد الحنفي أتاه رجلبابن أخ له ، وهو سكران فقال : ترتروه ومزمزوه ، واستنكهوه فوجدوا منه ريح شراب فأمر به عبد الله إلى السجن ثم أخرجه من الغد ، ثم أمر بسوط فدقت ثمرته حتى افتت له ، فخففه يعني صار خفيفا ، ثم قال للجلاد اضرب وارجع يديك ، وأعط كل عضو حقه ، فضربه ضربا غير مبرح ، وارجعه قيل : يا أبا ماجد ما المبرح ؟ قال : ضرب الأمراء ، قيل : فما قوله : ارجع يديك قال : لا يتمطى ، ولا يرى إبطه قال : فأقامه في قباء وسراويل ، ثم قال : بئس العم والله ولي اليتيم هذا ما أدبت ، فأحسنت الأدب ، ولا سترته الخزية .

ثم قال عبد الله : إن الله عفو يحب العفو ، وأن لا ينبغي لوال أن يؤتي حدا إلا أقامه ، ثم أنشأ عبد الله يحدث قال : أول حد أقيم في الإسلام رجل قطع من المسلمين ، رجل من الأنصار أتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكأنما سعي في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رماد يعني ذر عليه رما فقالوا : يا رسول الله كأن هذا أشق عليك ؟