شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 527
نمايش فراداده

أي مذللا ( قال وحشي : فإني قد فعلتهن ) أي الأفعال الثلاثة ا جميعا ( فهل لي من رخصة ) أي للدخول في الإسلام ( قال : فنزل جبرائيل ، فقال : ) يا محمد ( قل له ( إلا من تاب ) أي عن الشرك وسائر أنواع الكفر ( وآمن ) أي بجميع ما يجب به الإيمان ( وعمل عملا صالحا ) أي بعد إسلامه من صلاة وصوم وزكاة وحج ونحوها ( فأولئك ) أي التائبون الثابتون ( يبدل الله سيئاتهم ) أي السابقة ( حسنات ) أي لاحقة ( وكان الله غفورا ) لمن تاب ( رحيما ) لمن آب .

لا يقال ظاهر بأنه سكوت عن معرض البيان فإن استثناء التوبة لما معروف عند الأعيان في كثير منه ، أي القرآن ، ولا يبعد أن الاستثناء لما بلغ الوحشي ، فاستثناء بما قبله من غير اطلاع على ما بعده ، ومن اللطائف أن قلندرا قيل له : لم لا تصل ، فقال : لقوله تعالى : ( ولا تقربوا الصلاة ) فأجيب ، بأن اقرأ ما بعدها ، ( وأنتمسكارى ) .

ومن هذا القبيل الاشكال السابق في قوله سبحانه ( وما هم بخارجين منها ) ودفعه باقرأ ما قبله .

( إن الذين كفروا ) ( قال ) : أي ابن عباس ( فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية ) أي التي فيها الاستثناء إليه ، ( فلما قرأت عليه ، قال وحشي : إن في هذه الآية شروطا ) وكان يظن أن العمل الصالح شرط صحة الإيمان ، كما ذهب إليه بعض أهل البدعة ، ولم يدر أنه شرط كمال الإيمان ، وسبب الخلاص من الدخول في النيران والوصول ابتدأ إلى الدرجات العالية في الجنان ، ( وأخشى أن لا آتي بها ) أي بالأعمال الصالحة من ارتكاب المأمورات واجتناب المحظورات ولما أحقق أن أعمل عملا صالحا ، أم لا ، أي بأن أعيش حتى أعمل عملا صالحا بعد الإسلام ، عملا مقبولا ، وهو غيب لا يدرى ، ( فهل عندك شئ ألين من هذا )