( قال ) أي زفر ، ( سمعت أبا حنيفة يقول ) جملة حالية أي ( سمعت حمادا ) أي ابن أبي سليمان ( يقول كنت ) أي أنت ( إذا نظرت إلى إبراهيم ) أي النخعي ، وكذا غيرك بدليل قوله ( فكل من رأى هديه ) بفتح فسكون ، أي سمت في طريقه بدليل قوله ( وسيرته ) في متابعة شريعة وحقيقة ( يقول : كان هديه هدي علقمة ويقول ) أي إبراهيم ( من هدي علقمة كان هديه هدي عبد الله ) أي ابن مسعود ، ( يقول : ) أي علقمة ( من رأى هدي عبد الله كان هديه هدي رسول اللهصلى الله عليه وسلم ) لكثرة متابعة في أقواله وأفعاله وسائر أحواله الموجبة لكماله في عاجله ومآله .
وبه ( عن حماد ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب ) جملة حالية ( توضأ وضوءه للصلاة ) أي لتكون طهارة في الجملة ، إذ ما لا يدرك كله لا يترك كله ، والحديث رواه الشيخان ، وأبو داود والنسائي ، وابن ماجه ، عن عائشة بلفظ : كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه وتوضأ للصلاة ، ويؤخذ منه أنه لو كسل أحد من الوضوء أيضا تيمم ، فإنه نوع طهارة ، فهو خير من أن ينام على حدث ، أو جنابة .
ثم رأيت الطبراني في الأوسط روى عن عائشة كان إذا وقع بعض أهله فكسل أن يقوم ضرب يده على الحائط فتيمم انتهى ، وكان أحيانا يغتسل وينام ، وهذا كله مبني على الاستحباب إذ ورد في هذا الباب أنه عليه الصلاة والسلام كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء ، رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه ، عن عائشة رضي الله عنها .