شرح مسند ابی حنیفه

علی بن سلطان محمد قاری

نسخه متنی -صفحه : 600/ 554
نمايش فراداده

وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم :

كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء ، وقد حرم الله ذلك إلى يوم القيامة .

والأحاديث في ذلك كثيرة مشهورة ، وفي كتاب السير مسطورة ، وابن عباس رضي الله عنه ، صح رجوعه بعد ما اشتهر عنه من إباحتها .

وقيل ، إنما أباح للمضطر .

والحاصل ، أنه لا خلاف في تحريمها من الأئمة ، إلا طائفة من الشيعة .

من نسب إباحة المتعة إلى الإمام مالك فقد أخطأ وأما في الهداية من قوله : وقال مالك رحمه الله هو جائز : فقال ابن الهمام : نسبته إلى مالك غلط ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

مسند حماد بن أبي حنيفة مسند حماد بن أبي حنيفة رحمه الله ، هو حماد بن نعمان الإمام ابن الهمام ، تفقه على أبيه ، وأفتى في زمنه ، وتفقه عليه ابنه إسماعيل ، وهو في طبقة أبييوسف ، ومحمد ، وزفر ، والحسن بن زياد وكان الغالب عليه الورع .

أبو حنيفة : قال الفضل بن دكين : تقدم حماد بن النعمان ، إلى شريك بن عبد الله ، في شهادة فقال له شريك : والله إنك لعفيف النظر والفرج خيار مسلم ، توفي سنة ست وسبعين ومائة ، لما توفي أبوه ، كان عنده ودائع كثيرة من ذهب وفضة ، وغير ذلك ، وأربابها غائبون ، وفيهم أيتام ، فحملها ابنه حماد إلى القاضي لتسليمها منه ، فقال له القاضي : لا نقبلها منك ولا نخرجها من عندك فإنك أصل لها وموضعها ، فقال له حماد : زنها واقبضها ، وتبرأ ذمته ، أبي حنيفة رحمه الله ، ثم افعل ما بدا لك ، ففعل القاضي ذلك ، وبقي في وزنها أياما ، فلما أكل وزنها ، استرد حماد ، فلم حرمة الوطء من جانب الدبر ظهر ، حتى دفعها إلى غيره .