تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی؛ مقرر: علی التبریزی الغروی

جلد 1 -صفحه : 556/ 211
نمايش فراداده

و لا سيما في البراري والصحار جعلت المساحة طريقا و معرفا اليه ، و ذلك لان المساحة و ان كانت لا يتيسر معرفتها للجميع على وجه دقيق لاستلزامه معرفة شيء من الهندسة و لا سيما في المسدس و المخمس و الاهليلجي و المخروط أو مختلفة الاضلاع و بالاخص فيما إذا كان السطح الذي وقف عليه الماء مختلفا في الشكل ، فان معرفة المساحة في المثال ذلك مما لا يتيسر لاكثر أهل العلم إلا بمراجعة قواعد الهندسة و المحاسبة الدقيقة فضلا عن العوام إلا انه مع ذلك معرفة المساحة أيسر من معرفة الوزن ، و لا سيما في المربعات و المدورات nو المستطيلات و لاجل هذا جعلت المساحة معرفة للوزن و الزيادة اليسيرة لا تضر في المعرف كما مر .

و ( أما الصورة الرابعة ) : التي هي الصحيحة المطابقة للواقع .

لا ختلاف المياه في الثقل حسب اختلاطها بالمواد الارضية ، فربما يزيد الوزن على المساحة ، و اخرى ينعكس ، و لا بد في مثلها من جعل المدار على حصول كل واحد من التحديدين و ان أيهما حصل كفى في الاعتصام ، و لا مانع من تحديد شيء واحد بأمرين بينهما عموم من وجه ليكتفى بأيهما حصل في الاعتصام .

و ( دعوى ) عدم معقولية التحديد بأمرين بينهما عموم من وجه ( أمر لا أساس له ) .

و على هذا نكتفي بأيهما حصل في المقام : ففي المياه الخفيفة الصافية تحصل المساحة قبل الوزن ، كما ان المياه الثقيلة على عكس الخفيفة يحصل فيها الوزن قبل المساحة .

و لعل السر في ذلك ان المياه الصافية المختلطة بالمواد الخارجية للطافتها يتسرع إليها التغير و الفساد في زمان لا يتغير فيه المياه المختلطة بمثل الملح و نحوه كما يشاهد ذلك في ماء الحلو و ماء البئر لان الاول يفسد قبل