تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی؛ مقرر: علی التبریزی الغروی

جلد 2 -صفحه : 533/ 116
نمايش فراداده

أمره عليه السلام بجعل العصير في تنور سخن قليلا خوفا من نشيشه من قبل نفسه ، مع ان جعله في مكان حار معد لنشيشه لا انه مانع عنه .

ذكر شيخنا شيخ الشريعة ( قده ) ان المراد بذلك جعل العصير في التنور السخن لاجل أن يغلي بالنار حتى لا ينش من قبل نفسه و يبعده : " أولا " : ان جعله في التنور السخن قليلا لا يوجب غليانه لقلة مكثه فيه و " ثانيا " : ان مراده عليه السلام لو كان غليانه بالنار لعبر عنه بعبارة أخصر كقوله فاغله ، و لم يكن يحتاج إلى قوله : جعلته في تنور سخن قليلا - على طوله - و " ثالثا " : ان ظاهر الرواية انه عليه السلام يريد أن يحتفظ على العصير من نشيشه من دون أن يغلي ، فما وجه به الرواية مما لا يمكن المساعدة عليه .

و الصحيح في وجه ذلك أن يقال : ان العصير أو غيره من الاشربة أو الاطعمة القابلة لان يطرء عليها الضياع و الحموضة إذا أصابته الحرارة بكم خاص منع عن فسادها و لما طرأت عليها الحموضة بوجه فلا يسقط عن قابلية الانتفاع بها باكلها أو بشربها ، فلو جعلت طعاما على النار - مثلا - في درجة معينة من الحرارة ترى انه يبقى أياما بحيث لو كان بقي على حاله من حرارة لفسد من ساعته أو بعد ساعات قلائل كما في الصيف .

و قد ذكر المستكشفون العصريون في وجه ذلك ان الفساد انما يطرء على الطعام أو الشراب من جهة " الميكروبات " الداخلة عليهما التي تتكون في الجو و الهواء بحيث لو ابقى ذلك الطعام أو الشراب على الحرارة في درجة معينة أعني الدرجة الستين و ماتت " الميكروبات " الطارءة عليهما بتلك الحرارة لم يطرء عليهما الحموضة و الفساد من أن يصل إلى درجة الغليان لان الحرارة إنما يولد الغليان في الدرجة الماءة هذا على ان ما ادعيناه و عرفته مما أثبتته التجربة و هي أقوى شاهد عليه سواء قلنا بمقالة العصريين أم أنكرنا وجود " الميكروب " من رأس و عليه فغرضه عليه السلام من الامر بجعل