تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی؛ مقرر: علی التبریزی الغروی

جلد 2 -صفحه : 533/ 120
نمايش فراداده

حرارة الانآء المصبوب عليه العصير بالغة درجة حرارة النار ، فان العصير حينئذ يغلي من وقته من سبقه بالنشيش و كيف ما كان فالاستدلال بالموثقة مبني على ان تكون الرواية كما رواها في الوسائل و الوافي بعطف الغليان إلى النشيش بلفظه " أو " لكنها لم تثبت كذلك لان شيخنا شيخ الشريعة الاصفهاني ( قده ) نقل عن النسخ المصححة من الكافي عطف أحدهما على الآخر و الواو و ان العصير إذا نش و غلى حرم و عليه فلا تنافي بين اعتبار كل من الغليان و النشيش - الذي هو صوته - في ارتفاع حلية العصير و بما انه " قدس الله سره " ثقة أمين و قد روى عطف أحدهما إلى الآخر بالواو فلا مناص من الاخذ بروايته لاعتبارها و حجيتها و به يرتفع التنافي عن نفس الموثقة كما يرتفع المعارضة بينها و بين حسنة حماد المتقدمة و نظائرها .

ثم إذا أخذنا برواية الوافي و الوسائل و هي عطف أحدهما إلى الآخر بلفظه " أو " فلا بد في رفع المعارضة أن يقال : ان النشيش لم يثبت انه أمر مغائر مع الغليان بل هو هو بعينه - على ما في أقرب الموارد - حيث فسر النشيش بالغليان و قال : نش النبيذ : غلى .

و أما تفسيره بصوت الغليان كما عن القاموس و غيره فالظاهر إرادة انه صوت نفس الغليان لا الصوت السابق عليه .

و عليه فهما بمعنى واحد و بهذا المعنى استعمل النشيش في رواية عمار ( 1 ) الواردة في كيفية طبخ العصير حيث قال : و خشيت أن ينش .

فان معناه خشيت أن يغلي و ليس معناه الصوت المتقدم على غليانه لانه لا وجه للخشية منه .

و هذا الذي ذكرناه و ان كان يرفع المعارضة بين الموثقة و الحسنة إلا أنه لا يكفي في رفع التنافي عن نفس الموثقة ، لانه لا معنى لعطف الشيء إلى نفسه و القول بانه إذا غلى العصير أو غلى حرم .

فلا بد في رفعه من بيان ثانوي و هو أن يقال ان النشيش و ان كان بمعنى الغليان كما مر إلا انه ليس بمعنى مطلق

1 - المتقدمة في ص 115