منهج الرجالی و العمل الرائد فی الموسوعة الرجالیة لسید الطائفة الإمام البروجردی

محمدرضا الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 156/ 127
نمايش فراداده

الفائدةُ الثامنة:

دعم المعلومات الرجاليّة وتعديلها:

انّ مصادر علم الرجال وادواته المستعملة قديما وحديثا، معروفة ومتداولة، وكان من الواضح عدم وفائها بكلّ ما يُطلب منها، فلا يخرج الطالب بما يستوفي المطلوب منها، بل مُنيت هي الاخرى بعللٍ ومشاكل يصعب حلّها.

لكنّ السيّد بتاليفه هذا الكتاب، قد أضاف إلى المصادر -اداةً- فعّالة، وواسعة، وغزيرة المادّة، وفي غاية الاصالة والوثوق، تمكّن من حلّ كثيرٍ من تلك الصعاب من مشكلات علم الرجال، وصحّحَ بها كثيرا من المعلومات الخاطئة التي تورّطت بها المصادر الرجاليّة السابقة، وعلماء الرجال السابقون.

كما دعمتْ محاولة السيّد كثيرا من النتائج السابقة التي كانت تتارْجحُ بين الظنّ والتخمين، فالحقها بمرحلة العلم اليقين.

كما اكملَ ما نقص من الاراء والاستدلالات والمعلومات التي كانت بحاجةٍ إلى مثل ذلك.

ذلك كلّه باللجو إلى الأسانيد التي اثبتها المؤلّفون للحديث الشريف في كتبهم القيّمة، والتي لا يُشكّ في انتسابها، ولا يُرتابُ في حجّيتها.

وقد اصبحَ-على مَنْهَج السيّد-التفاعلُ بين كُتُب الرجال وكُتُب الأسانيد، لا من جهة واحدة بالرجوع إلى الكُتُب الرجاليّة , من اجل معرفة الأسانيد، فحسب، بل بالرجوع إلى كُتُب الأسانيد لمعرفة المزيد من اسماء الرجال واحوالهم من خلال رواياتهم وطرقهم، فكان تفاعُلا متبادلا، وهو الامر الذي اختصّ به عمل السيّد بشكلٍ دقيق وفنّيّ، كانت نتائجه وفوائده حديثةً ومُذهلة.

خاتمة الباب الثاني

تنبيهاتٌ واستدراكاتٌ ، وميّزاتٌ واقتراحاتٌ

هذا هو - سيّدُ الطائفة - البُروجِرديّ ، في مَنْهَجه الرجاليّ، وفي موسوعته الرائدة، قدّمناهُ في هذه الدراسة ليتجلّى استحقاقه-بكلّ جِدارة-لهذا اللقب، في القرن الرابع عشر ، كما اختصّ مثيله في العلم والمجد والتجديد في القرن لخامس من القرون الأولى، بلقب - شيخ الطائفة - وهو الشيخ الطوسىّ.

وقد وقفنا في جولتنا على سعة الاطّلاع، ونفاذ الراي، وسداد الكلمة، وقوّة الدليل.

وشاء الله جلّ جلاله ان يكون لي اسهام سابق في هذا الفنّ، وصبر على تراثه، فلمّا وجدتُ من السيّد الامام البُروجِرديّ التفاتاتٍ رائعةً، تتّفق في اكثر من نقطة مع ما توصّلتُ اليه من قبلُ من تحقيقات واراء ، كنتُ قد نشرتُها قبل ان يُطبع كتابه ويُتداول، فكان هذا ممّا شدّني إلى عمل السيّد بنحو اكد، وحملني على الاهتمام به بنحو اقوى.

ومن تلك الاتفّاقات:

انّي كَتَبْتُ قبل سنين بحثا مفصّلا عن -الكُنْيَة:

حقيقتها، وميزاتها، واثرها في الحضارة والعلوم الاسلامية - (163)

(163) نشر في مجلّة تراثنا الفصلية، العدد (17) الصفحات (7-94) السنة الرابعة (1409).