منهج الرجالی و العمل الرائد فی الموسوعة الرجالیة لسید الطائفة الإمام البروجردی

محمدرضا الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 156/ 52
نمايش فراداده

وإنّما جعلنا هذه المرحلة من المعالجة في اصل الصدور، لكونها خارجةً عن مرحلة السَنَد، لأنّ السَنَد قد يكون صحيحاً، حَسَبَ الاصطلاح، لكنّ المتنَ يكون مضطرباً، ولا يمكنُ ان يكون بصورته المضطربة صادراً من المعصوم، الذي لا بدّ ان تكون عبارتُه صحيحةً لغةً، وتتمتّعُ بالبلاغة والأداء الصحيح، وبعيداً عن التشويش المؤدّي إلى عدم الفهم او عُسره وإبهامه وتشابُهه، في باب الأحكام الشَرعيّة، المطلوبة للعمل.

فلا ينافي سقوط الرواية بالاضطراب، ان تكون صحيحة السند.

قال السيّد في سند روايةٍ:

إنّها صحيحة من حيث السند، ولكنْ في متنها نحوُ اضطرابٍ(113).

وقال:

هذه الروايةُ-وإن كانتْ اظهرَ من سابقتها في الدلالة ..

- لكنّها مغشوشة من حيث العبارة، وكانّ الراوي لم يكن بصيراً باُسلوب كلام العرب(114).

وقد اكّدَ على هذا المعنى، مبيّناً وجهَ وقوع الاضطراب في الحديث، فقال -عن بَشِير النَبّال-:

إنّه قليلُ الرواية جدّاً، فيُعلمُ من ذلك عدم كونه من فقهاء الأصحاب من قبيل ابن مسلم وابن جابر، فإنّ ضبط العاميّ-وإن كانَ وَرِعاً جدّاً- لايُقاسُ بضبط الفقيه المطّلع، كيفَ? واشتباهُ العوام، وخطؤُهم في فهم ما يسمعونه، وضبطه، اكثرُ من ان يُحصى? وبَشير بن مَيْمُون، واخوه شَجَرَة، من اُسَراء العَجَم، ولم يكونا من اهل اللغة العربيّة العارفين باساليبها(115).

وهنا يجعلُ السيّد لنشاط الراوي القيمةَ الكبرى، فابرز الاَثار-للراوي الأكثر نشاطاً وروايةً، واتّصالاً بالأئمّة:

واصحابهم البارزين-ان تكون له هذه الميزة، وهي حصوله على الضبط والسَداد، وبذلك يُقدَم حديثُه على ما يُعارضه إذا خلا المعارضُ عن مثل هذه الميزة.

113) البدر الزاهر (137).

(114) زبدة المقال ،الخمس (ص80).

(115) البدر الزاهر (ص 287-288).