قول الصراح فی البخاری و صحیحه الجامع

فتح الله بن محمد جواد الشریعة الاصفهانی

نسخه متنی -صفحه : 266/ 8
نمايش فراداده

2. وأخرج أحمد في مسنده عن ابن عباس، عن بريدة، قال: غزوت مع عليّ اليمن فرأيت منه جفوة، فلمّا قدمتُ على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ذكرت عليّاً فتنقصته فرأيت وجه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يتغيّر، فقال: «يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، قلت: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» .(1)

وما جاء في الحديث الّذي أخرجه النسائي من قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «عليّ منّي وأنا من علي وهو وليكم بعدي» لا ينافي المنقول في مسند أحمد ولعلّ الرسول جمع بين الكلمتين، أو انّ الراوي نقل بالمعنى فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

وعلى كلّ حال فالحديث كان مذيّلاً بما يدلّ على ولايته بعد رحيل الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .

ويؤيد ذلك انّ الإمام أحمد أخرج الحديث عن عمران بن حصين بالشكل التالي:

3. قال: بعث رسول الله سرية وأمّر عليهم علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ فتعاقد أربعة من أصحاب محمد أن يذكروا أمره لرسول الله، قال عمران: وكنّا إذا قدمنا من سفرنا بدأنا برسول الله، فسلّمنا عليه، قال: فدخلوا عليه، فقام رجل منهم، فقال يا رسول الله: إنّ عليّاً فعل كذا وكذا فأعرض عنه.

ثمّ نقل قيام الثلاثة الباقين وتكرارهم ذلك القول وإعراض الرسول عنهم، حتّى انتهى إلى قوله: فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغيّر وجهه، فقال: «دعوا

1 . مسند أحمد بن حنبل: 5 / 347 .