شفاعة فی الکتاب و السنة

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 92/ 44
نمايش فراداده

إلى هنا تبيّن أنّ طلب الشفاعة يرجع إلى طلب الدعاء، وهو أمر مطلوب في الشرع من غير فرق بين طلبه من الشفيع في حال حياته أو مماته، فهو لا يخرج عن حد طلب الدعاء، وأمّا كونه ناجعاً أو لا ؟ فهو أمر آخر نرجع إليه كما مرّ. والذي يحقّق هذا الأمر هو صدور مثله من السلف الصالح في العصور المتقدمة وإليك نزراً منه:

السلف وطلب الشفاعة من النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ

1 ـ الأحاديث الإسلامية وسيرة المسلمين تكشفان عن جواز هذا الطلب، ووجوده في زمن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فقد روى الترمذي في «صحيحه» عن أنس قوله: سألت النبي أن يشفع لي يوم القيامة، فقال: «أنا فاعل»، قال: قلت: يا رسول الله فأنّى أطلبك، فقال: «اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط»(1).

فالسائل يطلب من النبي الأعظم، الشفاعة دون أن يخطر بباله أنّ هذا الطلب يصطدم مع أُصول العقيدة.

2 ـ هذا سواد بن قارب، أحد أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول مخاطباً إيّاه:


  • فكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد بن قارب(2)

  • بمغن فتيلا عن سواد بن قارب(2) بمغن فتيلا عن سواد بن قارب(2)

(1) صحيح الترمذي 4: 621، كتاب صفة القيامة، الباب 9.

(2) الإصابة 2: 95، الترجمة 3576، وقد ذكر طرق روايته البالغة إلى ست، وراجع أيضاً الروض الأُنف 1: 139 ; بلوغ الإرب 3: 299 ; عيون الأثر 1: 72.