وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 107
نمايش فراداده

في هذه الأيام عندما يدخل الإنسان مقبرة البقيع لزيارة قبور آل رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وقبور قادة الإسلام و حماة الدين و الصحابة، يرى تلك القبور في حالة يُرثى لها من الإهانة و التصغير، ممّا يهتزّ له الضمير و تأخذه الدهشة من قساوة قلوب الزمرة الوهّابيّة الّتي تدَّعي حماية الإسلام وصيانته، حيث إنّهم ـ من جانب ـ يذكرون الصحابة بالخير و التمجيد و يثنون عليهم على المنابر، ومن جانب آخر يتركون قبورهم عارية عن كلّ احترام و تكريم. و في حالة فظيعة من الإهانة والإهمال، و لا يُبالون حتّى لو أفسدت الحيوانات أطراف قبورهم!!!

أمّا لفظة «الشِّرك» و «المشرك» فهي الهديَّة الوحيدة الّتي يُقدّمها الوهّابيّون إلى الحجاج والزائرين، يرمونهم بهذه الكلمات، لأنّ المسلمين يُعظّمون قادة الدين و يُمجدّون أولياء اللّه الصالحين، فكأنّ الوهّابيّين يُضمِرون الحقد و البغضاء لأولياء اللّه و قادة دينه.

و الآن جاء دور التحدّث عن زيارة مرقد رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على ضوء الأدلَّة الإسلامية:

زيارة قبر الرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ

فيما يلي نستعرض بعض الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة الّتي تدعو إلى زيارة قبر رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و نرجو من القارئ المزيد من التوجّه و الانتباه.