شهادة من القرآن
إنّ القرآن الكريم يأمر المذنبين بأن يحضروا عند رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و يسألوه أن يستغفر اللّه لهم، لأنّ دعاء النبي يُستجاب فيهم، فيقول عزَّوجلَّ:(... وَ لَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ و اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَحيماً )(1)لو كانت هذه الآية هي الوحيدة في هذا المجال، لذهبنا إلى القول بأنّها خاصَّة بحياة رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و فترة تواجده بين الناس، و لكننا نستخلص حكماً عامّاً شاملا لا يحدّه بالحياة الدنيوية وذلك من خلال ما يلي:أوّلا: إنّ القرآن الكريم يُصرّح بحياة الأنبياء و الأولياء ـ و جماعات أُخرى ـ في البرزخ(2)ويعتبرهم مُبصرين و سامعين في ذلك العالم، و سوف نشير إلى تلك الآيات عند التحدُّث عن التوسّل بالأرواح المقدَّسة.ثانياً: إنَّ الأحاديث الشريفة تُصرّح بأنّ الملائكة تُبلّغ خاتم الأنبياء ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سلامَ مَن يُسلِّم عليه، فقد جاء في الصحاح:«إنَّ رَسُولَ اللّه قالَ: ما مِنْ أحَد يُسَلِّمُ عَلىَّ إلاّ رَدَّ اللّهُ عَلىَّ رُوحي حتى أرُدَّ ـ عليه السلام ـ ».(3)و قال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ :«صَلُّوا عَلَىَّ فَإنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغني حَيْثُ كُنْتُمْ».(4)1. النساء: 64.2. البرزخ: الحياة بعد الموت إلى يوم القيامة.3. سنن أبي داود: 1/470ـ471، كتاب الحج، باب زيارة القبور .4. التاج الجامع للأُصول في أحاديث الرسول بقلم الشيخ منصور علي ناصف 2/189.