تُعتبر مسألة بناء القبور و تشييد مراقد الأنبياء و أولياء الله الصالحين من المسائل الحسّاسة عند الوهّابيّين، و قد كان ابن تيميّة ـ و تلميذه ابن القيّم ـ أوّل من أفتى بحرمة بنائها و وجوب هدمها.يقول ابن القيّم:يجب هدم المشاهد الّتي بُنيتْ على القبور، و لا يجوز إبقاؤها ـ بعد القدرة على هدمها و إبطالها ـ يوماً واحداً.(1)و في عام (1344 هـ ) بعد ما استولى آل سعود على مكّة المكرمة و المدينة المنوّرة و ضواحيهما، بدأوا يبحثون عن دليل يبرّر لهم هدم المراقد المقدَّسة في البقيع و محو آثار أهل البيت ـ عليهم السلام ـ و الصحابة، فلجأوا إلى الاستفتاء من علماء المدينة المنوّرة حول حرمة البناء على القبور، محاولة منهم لتبرير موقفهم أمام الرأي العامّ الإسلامي ـ و خاصَّة في الحجاز ـ لأنّهم كانوا يُدركون جيّداً أن المسلمين في الحجاز هم كالمسلمين في كلّ مكان، يعتقدون بكرامة أولياء الله وقدسيَّتهم و جواز البناء على قبورهم، فحاول الوهّابيّون أن يُلبسوا جريمتهم هذه بلباس الإسلام، دفعاً لنقمة المسلمين! سبحان الله!! 1. زاد المعاد في هدي خير العباد: 661.