بالإضافة إلى أنّ ما ذكره عن أبي حنيفة غير ثابت.
و خلاصة القول: ليس هناك دليل باسم الإجماع في المسألة إطلاقاً.
الدليل الثاني:
بعد إبطال الدليل الأوّل للوهّابيّة و بيان عدم صحته نذكر الدليل الثاني و هو قول أحدهم:
«إنّ المسألة بحقّ المخلوقين لا تجوز، لأنّه لا حقّ للمخلوق على الخالق»(1).
الجواب:
إنّ هذا الاستدلال ليس إلاّ اجتهاداً في مقابل النَّصّ الصريح، إذ لو لم يكن للمخلوق حقٌّ في ذمَّة الخالق سبحانه، فلماذا أقسم النبىّ آدم ـ عليه السلام ـ و النبىّ مُحمَّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على اللّه بهذه الحقوق، و سألا من اللّه الحاجة بسببها ـ كما ورد في الأحاديث السابقة ـ ؟!
و بالإضافة إلى ذلك... ماذا يقول هؤلاء بشأن الآيات القرآنية التي تُثبت لعباد اللّه الصالحين حقوقاً في ذمّته سبحانه، و كذلك الأحاديث الشريفة؟!
إقرأ هذه الآيات:
(...وَ كانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤمِنينَ)(2).
(...وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً في التَّوراةِ وَ الاْنجيلِ...)(3).
1. كشف الارتياب: نقلا عن القدوري.2. الروم: 47.3. التوبة: 111.