هل يجوز أن تطلب مِن أحد أولياء اللّه عملا إعجازياً؟و هل يُعتبر هذا الطلب شِركاً؟في البداية نقول: ممّا لا يختلف فيه اثنان هو أنّ «لكلّ معلول علّة و لكل مُسبَّب سَبب» فكلّ شيء لا يمكن أن يكون له وجود إلاّ بسبب، فالحياة حياة الأسباب و المسبّبات، و بالتالي: لا توجد في العالَم ظاهرة دون أن يكون لها سبب.كذلك معجزات الأنبياء و كرامات الأولياء لا تحدث بدون سبب، بَيدَ أنَّ السبب ليس سبباً مادّياً طبيعياً، بل هو غيبىّ ما ورائىّ فوق التصوّر.فمثلا: إذا تحوَّلتْ عصا موسى إلى ثعبان، و أحيا عيسى الموتى، و انشقّ القمر لرسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و سبَّحتْ حبّات الرمال في يده، و غير ذلك من معجزات الأنبياء... فإنّ كلّ هذه لم تحدث بلا سبب، و لكن السبب ـ كما قلنا ـ ليس مادّياً ملموساً نراه بأعيننا، لا أنّها حدثت بلا سبب أبداً.