الجواب:
إنّ الشرذمة الوهّابيّة تلجأ دوماً إلى مسألة الشرك في ردّ الفِرق و المذاهب الإسلامية، و تتّهم المسلمين بالكفر تحت ستار الدفاع عن التوحيد و اختصاص العبادة به.و لكنّها ـ في هذا الاستدلال ـ غيَّرتْ اسلوبها و تشبَّثتْ بالقول: إنّ الاستشفاع بالأولياء لغوٌ و لا فائدة فيه، لكونهم موتى.ولكن هذه الشرذمة ـ الغريبة عن القرآن ـ تجاهلت و تغافلت عن الأدلّة العقلية و الشرعية الّتي تُثبت حياة الأولياء بعد الموت.لقد أثبت فلاسفة الإسلام أنّ الروح ـ بعد ما تتجرَّد عن هذا الجسم المادّي و تستغني عنه ـ تَظلّ باقية إلى ما لا نهاية، و تتمتع بحياة و إدراك خاصّ، و قد ذكر الفلاسفة الإلهيّون عشرة أدلَّة عقلية على هذا الموضوع، ممّا لم يترك مجالا للشكّ و التردّد فيه، لأهل الإنصاف والوجدان.و بالإضافة إلى الأدلّة العقلية... فهذا كتاب اللّه يُنادي ـ بأعلى صوته ـ بالحياة بعد الموت(1)وكذلك عشرات الأحاديث الشريفة المرويَّة في هذا المجال.فما هذا الدليل العليل أيّها الوهّابيّون؟!و تسأل: فما معنى تلك الآيتين؟1. راجع آية 169 ـ 170 من سورة آل عمران، و آية 41 من سورة النساء، و آية 45 من سورة الأحزاب، و آية 100 من سورة المؤمنون، و آية 46 من سورة غافر، كلّها تدلّ على الحياة بعد الموت، و قد تحدَّثنا عن هذا الموضوع في فصل سابق.