الجواب:
ليس معنى قوله تعالى: (للّه الشفاعة جميعاً) أنّ الشفاعة خاصّة باللّه و لا يحقّ لغيره أن يشفع، لأنّه لا شكّ أنّ اللّه لا يشفع لأحد عند آخر، بل يعني أنّه تعالى مالكُ أصل الشفاعة لا الأصنام، و ذلك لأنّ الشفيع يجب أن يكون ذا عقل و شعور أوّلا و مالكاً للشفاعة ثانياً، في حين أنّ الأصنام تفقد هذين الوصفين، و لهذا قال سبحانه:«قُلْ:1 أوَلَو كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيئاً.2ـ وَ لا يَعْقِلُونَ».إذن: تركيز الآية إنّما هو على أنّ الله تعالى هو مالك الشفاعة لا الأصنام، و أنّ اللّه يمنح هذه الصلاحية لمن تتوفَّر فيه اللياقة و الأهليَّة ليستشفع لعباده، لالمثل الاصنام والاوثان فلا علاقة لهذه الآية مع الموضوع الّذي نتحدّث عنه، لأنّ المسلمين يعتبرون اللّه وحده «مالك الشفاعة» و لا أولياؤه، و يعتقدون أنّ مَن أذِن اللّه له في الشفاعة قادرٌ على الاستشفاع دون غيره.1. الزُمر: 43 ـ 44.