يُعتبر التوسّل بأولياء اللّه و أحبّائه من المسائل المعروفة بين المسلمين في كافة أنحاء العالم، و قد وَرَدَت أحاديث كثيرة في جوازه و استحبابه، فهو ليس ظاهرة غريبة، بل هو أمرٌ ديني تَعارَفَ عليه المسلمون منذ فجر الإسلام حتّى هذا اليوم، و لا تجد مسلماً ينكره.ولم ينكره أحد طوال أربعة عشر قرناً سوى ابن تيميّة و تلميذه ـ ابن القيم ـ في القرن الثامن الهجري، وجاء بعده محمّد بن عبدالوهّاب فاعتبر التوسل بأولياء اللّه بدعة ـ تارةً ـ و عبادة للأولياء ـ تارةً أُخرى ـ.لا شكّ أنّ عبادة غير اللّه شركٌ و حرام، و ليس البحث الآن عن العبادة و معناها و حقيقتها، لأنّه بحثٌ هامّ و حسّاس، و سوف نتحدّث عنه بالتفصيل في فصل خاصّ، إنّما البحث في التوسّل بأولياء الله فنقول:إعلم أنّ التوسّل بأولياء اللّه تعالى على صورتين:1ـ التوسّل بالأولياء أنفسِهم، كأن نقول: