نتيجة البحث
بصورة خاطفة نستنتح ممّا سبق من البحث مايلي :
1ـ لقد أثبتنا ـ في الموضوع الأوّل ـ أنّ الموت ليس هو النهاية للحياة، و لا يعني فناء الإنسان، إنما هو معْبَر ينتقل الإنسان به إلى عالم آخر.
2ـ كما أثبتنا ـ في الموضوع الثاني أنّ حقيقة الإنسان هي روحه، و أنّ الجسد ليس إلاّ رداء يُغطّي الروح، و بقاء الروح يعني بقاء المعنويّات و الكمالات و الشخصية الإنسانية ـ باستثناء القدرات المادّية الّتي تزول بزوال الجسد ـ .
و على هذا الأساس... لو كانت لنفس الإنسان و روحه القدرة على الدعاء أو إنجاز أعمال إعجازية ـ عند ما كان على قيد الحياة ـ فلروحه أيضاً القدرة على إنجاز كلّ تلك الأعمال بعد موته بإذن اللّه تعالى.
3ـ و في الموضوع الثالث أثبتنا إمكان الاتّصال بالعالم الآخر، بل وقوعه و حدوثه و أنّ الأرواح قادرة على سماع كلامنا و خطابنا لها، و لا فرق بين أرواح الصالحين أو المجرمين، كما مرعليك ذلك في القصص القرآنية و التاريخية.
بعد الانتباه إلى هذه الأُمور الثلاثة، ثبت أنّ أولياء اللّه تعالى يسمعون كلامنا و خطابنا، و إذا أَذِنَ اللّه لهم فإنّهم يردّون علينا الجواب.
و السؤال الآن: هل يجوز لنا ـ شرعاً ـ مخاطبة أرواح أولياء اللّه و الاستعانة بها؟
الجواب يأتيك في الأمر الرابع إن شاء اللّه تعالى.
4ـ المسلمون و طلب الحاجة من الأرواح المقدّسة
لقد تسرَّع ابن تيميّة ـ و أتباعه ـ في الحكم، فأنكروا أن يكون الصحابة و التابعون قد طلبوا حاجة من النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فهم يقولون:
«و لم يكن أحد من سَلف الأُمّة ـ في عصر الصحابة و لا التابعين و لا تابعي التابعين ـ يتخيَّرون