اختلاق الأدلّة الواهية تبريراً لجريمة هدم مراقد الأئمة عليهم السلام
لقد لجأ الوهّابيّون إلى اختلاق الأدلّة الواهية الّتي تبرّر لهم هدم المراقد الطاهرة و القباب الشريفة للأئمة الطاهرين ـ عليهم السلام ـ في البقيع، و ممّا قالوا ـ في هذا المجال ـ : إنّ البقيع أرض موقوفة، و يجب أن يُستفاد منها لنفس الغرض الّذي وقفها صاحبها، و يجب القضاء على كلّ ما يوجب الحدّ من الاستفادة عن الغرض المقصود، و البناء و نصب الأعمدة و الجدران في هذه الأرض يوجب الحدّ من الاستفادة من جزء منها، فأرض البقيع موقوفة لدفن الموتى، و من الواضح أنّ نصب الأعمدة و الجدران ـ للبناء ـ يحتلّ جزءاً من الأرض، إذ لا يمكن الدفن تحت الأعمدة و الجدران، و هذا يؤدّي إلى الحدّ من الاستفادة للغرض المقصود، و لهذا تجب إزالة ما على هذه الأرض من بناء كي يمكن الدفن في كلّ بقعة فيها.
الجواب و الردّ
لا شكّ أنّ هذا النوع من الاستدلال ليس إلاّ تسرّعاً في الحكم و ابتعاداً عن الحق، يريد به القاضي الوهّابي القضاء على آثار أهل البيت ـ عليهم السلام ـ بأىّ وجه كان، و حتّى لو أفلَس من الأدلّة فإنّه يأمرُ بالهدم بحكم القوة و العنف و الزور، و ما هذا الدليل إلاّ للتمويه على عوام المسلمين و بسطائهم بأنّه يفتي بما أنزل اللّه، و لهذا تراه يعتبر البقيع أرضاً موقوفة للدفن.