القرآن و التبرُّك - وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إنّ هؤلاء الغرباء عن الإسلام أخطأوا في فهم معنى العبادة و مفهومها، و لهذا تاهوا في متاهات الضلال و الباطل، فاعتبروا كلّ احترام للميّت عبادة له، مع العلم أنّ تقبيل الضريح المقدّس و التبرّك بالآثار النبوية إنّما هو في سبيل اللّه سبحانه، لأنّ المسلمين لا يكرّمون النبىّ الأكرم و لا يتبرّكون به و بآثاره إلاّ لأنّه رسولُ اللّه و نبيُّه الحبيب المصطفى، الّذي شرَّفه اللّه على كلّ الأنبياء و المرسلين و فضَّله على الخلق أجمعين، فكلّ تكريم و تعظيم لأولياء اللّه إنّما هو تعظيم للّه سبحانه، وليست حقيقة التوحيد إلاّ أن يكون كلّ شيء للّه و من أجله و في سبيله، و عند ذلك يكون اللّه هو المبدأ كما يكون هو المنتهى.
و سوف نتحدّث ـ في الفصل القادم ـ عن العبادة و مفهومها بالضبط والتحقيق.
أمّا الآن فالبحث عن التبرّك بآثار الأولياء، فيجب أن نَعرض المسألة على كتاب اللّه و سُنَّة رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كي يتجلّى الحقّ بأجلى مظاهره.
القرآن و التبرُّك
نكتفي من القرآن الكريم بآية واحدة، و هي عن لسان النبىّ يوسف ـ عليه السلام ـ :
(اذْهَبُوا بِقَميصي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبي يَأتِ بَصيراً...)(1).
إنّ النبىّ يوسف أرسل قميصه إلى أبيه، و قال لإخوانه: اذهبوا بقميصي هذا وألقوه على وجهه حتى يعود إليه بَصَره.
يقول تعالى: