5ـ لَغْويَّة الاستشفاع بالميّت
إنّ آخر دليل ذكره الوهّابيّون ـ على حرمة الاستشفاع بالأولياء ـ هو أنّ طلب الشفاعة من أولياء اللّه في هذه الحياة هو طلب الحاجة من الميّت الفاقد للسمع، و قد استدلّوا على ذلك بآيتين :1 (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْموْتى وَ لا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرينَ)(1).و وجه الاستدلال بها: أنّ القرآن الكريم شبَّه المشركين بالأموات، و هي تُخاطب النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بأنّك لا تستطيع أن تُفهم هؤلاء، لأنّهم كالموتى لا يسمعون، فلو كان الموتى قادرين على التكلّم والسماع لما صحَّ تشبيه المشركين بالموتى.2ـ (...إِنَّ اللّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَ ما أنْتَ بِمُسْمِع مَنْ في القُبُور)(2).و الاستدلال بهذه الآية كالاستدلال بالآية السابقة، في عدم قدرة الموتى على السماع و التكلّم، و على هذا فطلب الشفاعة منهم كطلب الشفاعة من الجمادات.1. الروم: 52.2. فاطر: 22.