الصورة الأُولى:
إنّ الاستعانة بالأحياء للشؤون العاديَّة ـ الّتي لها أسباب طبيعيّة ـ تُشكِّل الحَجَر الأساس للحضارة البشريّة، حيث إنّ حياة البشر ـ في الكرة الأرضية كلّها ـ تقوم على أساس التعاون، و أنّ العقلاء في العالَم يتعاونون لأُمورهم الحيويِّة.إنّ حكم هذه الصورة واضحٌ جداً، لدرجة أنّه لم يستنكره أحد، و لم يعترض عليه إنسان و بما أنّ بحثنا قائم على ضوء القرآن و الأحاديث، فإنّنا ندرس هذه المسألة وان كانت واضحة الحكم من الزاوية القرآنية أيضاً، و نكتفي بآية واحدة.عند ما أراد «ذوالقَرنين» أن يبني سَدّاً يحول دون هجوم «يأجوج» و «مأجوج» التفت إلى سُكّان المنطقة و قال:(فَأَعينُوني بِقُوَّة أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ رَدْماً)(1)الصورة الثانية:
إنّ الاستعانة بالإنسان الحي ـ في هذا العالَم المادّي ـ للدعاء إلى اللّه تعالى بالخير و الاستغفار منه، هي من الضرورات الواضحة الّتي لا يختلف فيها اثنان، و القرآن الكريم يؤكّد على ذلك في موارد متعدّدة، و القيام بجولة خاطفة في رحاب الآيات الكريمة يُثبت لنا أنّ الأنبياء كانت عادتهم الدعاء لأُممهم بالخير و الهداية و الرشاد، أو أنّ الأُمم نفسها كانت تطلب من أنبيائها الدعاء لها بالمغفرة و الخير.و الآيات كثيرة، و هي على أقسام، نذكرها على الأرقام التالية:1ـ تارة يأمر اللّه تعالى نبيَّه المصطفى ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أن يستغفر لأُمَّته، فيقول:1. الكهف: 95.