الآية الثالثة:
قال تعالى:(... قُلْ لا أَسْئَلُكُم عَلَيْهِ أَجْراً إلاّ الْمَوَدَّةَ في القُرْبى...)(1).ممّا لا شكّ فيه أنّ مودَّة ذي القربى هي إحدى الفرائض الدينية الّتي نصَّ عليها القرآن بكلّ صراحة(2) فلو أراد شخص أن يؤدّي هذا الواجب الديني ـ بعد أربعة عشر قرناً ـ فماذا يجب أن يفعل و الحال هذه؟!أليس المطلوب أن «يفرح لفرحهم و يحزن لحزنهم»؟!فلو أقام مراسم خاصّة أشاد فيها بشخصية ذلك العظيم و حياته المتلألأة وفضائله الكريمة و تضحياته السامية، واستعرض جانباً من آلامه و ما جرى عليه من المصاعب و المصائب... فهل ارتكب حراماً بعمله هذا؟ أم أنّه أحيا ذِكر ذلك العظيم و أدّى «المودَّة» تجاهه؟!!ولو أنّ الإنسان ـ لمزيد المودَّة في القربى ـ تفقَّد مَن ينتسب إلى ذوي القربى،1. الشورى: 23.2. لقد وردت عشرات الأحاديث عن النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في أن «القربى» في الآية هم أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ .