القرآن و بقاء الأرواح
إنّ الآيات القرآنية تدلّ ـ بوضوح كامل ـ على بقاء الروح بعد الجسد، و لمراعاة الاختصار نذكرها ذكراً عابراً، على أَمل أن نُقدّم تحليلا لها في فرصة أُخرى:أ ـ (وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبيلِ اللّهِ أمْواتٌ بَلْ أحْياءٌوَلِكنْ لا تَشْعُرُونَ)(1).ب ـ (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللّهِ أمْواتاً بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحينَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ...* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَة مِنَ اللّهِ وَ فَضْل...)(2).ودلالة الآيتين على المقصود واضحة .ج ـ (إنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسمَعُونِ * قيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قال يا لَيْتَ قَوْمي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لي رَبّي وَ جَعَلَني مِنَ الْمُكْرَمينَ)(3)إنّ المقصود من الجنّة الّتي أُمر أن يدخل فيها هي الجنة البرزخيَّة لا الجنة الأُخروية بدليل قوله تعالى : (يا لَيْتَ قَومي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لي رَبّي وَ جَعَلَني مِنَ المُكْرَمينَ). إنّ تمنّي معرفة قومه على مكانه لا يتّفق مع عالَم الآخرة الّتي «تُبلى السرائر» فيها و تُرفعُ فيها الأستار أمام الأنظار، و لا تخفى ـ يومئذ ـ أحوال بعض الناس عن بعضهم، بل إنّه ينسجم مع الحياة الدنيا الّتي يعيش الناس فيها منقطعين عن البرزخ و قضاياها و ما يجري على الناس فيها، و هذا ما يشهد به القرآن الكريم.بالإضافة إلى ذلك... إنّ الآية الأُخرى التالية ـ بعد الآية المذكورة ـ تدلّ بأنّ1. البقرة: 154.2. آل عمران: 169 ـ171.3. يس: 25 ـ 27.