لا عتب على العين و القلب عندما يقف المرء على قبر نبيّه و الأئمة من أهل بيته ـ صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين ـ و خيار صحابته ـ رضوان اللّه تعالى عليهم ـ أن تذرف الدموع و يحزن، تعبيراً عمّا يكنّ في النفس من المودّة و الولاء و المحبّة و التعاطف و الشوق و الحنين، فإنّ هذا أمر تقتضيه الفطرة الإنسانية و لا يأباه التشريع الإلهي.أمّا الفطرة: فالحزن و التأثّر مقتضى العاطفة الإنسانية إذا ابتلي المرء بمصاب عزيز من أعزّائه أو فلذة من أفلاذ كبده و أرحامه، و من عُدِمَ هذا الشعور عنده عُدَّ شاذّاً عن الفطرة الإنسانية، و لا أرى أحداً فوق أديم الأرض ينكر هذه الحقيقة إنكار جدٍّ و موضوعية.و أمّا التشريع: فيكفي في ذلك بكاء النبىّ الأقدس ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و الصحابة و التابعين لهم بإحسان على موتاهم. فهذا رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يبكي على ولده العزيز «إبراهيم» و يقول: «العين