استدلالٌ آخر - وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و اليوم ترى الوهّابيّين قد نَصبوها على الجدار المقابل لقبر رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، و هم يقصدون بذلك المنع من رفع الأصوات هناك.
من هذا المنطلق يمكننا أن نستنتج من هذه الآية معنى واسعاً عامّاً، و هو أنّ للمسلمين اليوم أن يَقِفوا أمام قبر رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و يسألوه أن يستغفر اللّه لهم.
و ليس لزيارة رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ معنىً سوى ما تضمّنته هذه الآية و أمثالها. إنّ هذه الآية تدلّ على موضوعين هما:
1ـ إنّ للإنسان أن يقف عند قبر رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بعد وفاته و يسأله أن يستغفر اللّه له. وسندرس هذا الموضوع مفصّلا في فصل قادم حول «التوسّل بأولياء اللّه» إن شاء اللّه تعالى.
2ـ إنّ هذه الآية تشهد على جواز زيارة قبر رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، لأنّ حقيقة الزيارة لا تعني سوى «حضور الزائر عند المزور» فإذا كان الوقوف عند قبر النبي وسؤاله أن يستغفر اللّه لنا جائزاً فقد تحقَّق أمران:
1ـ سألناه أن يستغفر اللّه لنا.
2ـ حضرنا عنده و تحدَّثنا إليه، و الزيارة ليست إلاّ هذا.
استدلالٌ آخر
إنّ إجماع المسلمين على حُكم من الأحكام الشرعية في العصور المختلفة يُعتبر أوضح دليل على صحة ذلك الحكم و ثباته، و زيارة قبر رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هي من مصاديق هذه القاعدة، و تظهر لنا حقيقة الأمر لو راجعنا كتب الحديث و الفقه والأخلاق و التاريخ، و خاصّة «مناسك الحج» فيها.