المعتزلة و الشِّرك - وهابیة فی المیزان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وهابیة فی المیزان - نسخه متنی

جعفر السبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

و قد ذكرنا أكثر من مرَّة أنّ المقياس ـ في الأفعال الإلهيَّة ـ هو الاستقلال في الفعل، و عدم الاعتماد على أيَّة قدرة أُخرى، و الفعل البشري هو عكس ذلك.

إنّ الإنسان يعتمد على اللّه و يستعين بقدرته في كلّ عمل ـ سواء كان مادّياً أو خارجاً عن حدود المادَّة ـ و الكثيرون يحصلون على قدرات اكتسابية و يستغلّونها للوصول إلى أهدافهم المنشودة، فهل أنّ طلب الفعل من هؤلاء شرك باللّه؟!

إنّ نقطة الانحراف عن التوحيد تكمن في الاعتقاد المقرون بالطلب، فإذا كان طالب الحاجة ـ من أحد أولياء اللّه ـ يعتقد باستقلال ذلك الولىّ فقد اعتبره مستغنياً بالذات، و معنى ذلك أنّه اعتبره مُستغنياً عن اللّه، وهذا هو الشرك، لأنّه لا مستغنىَ بالذات سوى اللّه الواحد الأحد سبحانه، و قد كان كثير من المشركين ـ في العهد الجاهلي و عند طلوع الإسلام ـ يعتقدون هذا الاعتقاد بالنسبة إلى الملائكة و النجوم و أنّ اللّه خلقها و فوَّض إليها إدارة الكون و تدبيره، تفويضاً مستقلاّ تماماً(1) أو ـ على الأقل ـ أنّها تملك الشفاعة و المغفرة، و تتصرَّف كما تشاء حيث تشاء.

المعتزلة و الشِّرك

أمّا فرقة المعتزلة(2) فهي تعتبر الإنسان ـ من حيث الوجود مخلوقاً للّه تعالى، و لكنّها ـ في الوقت نفسه ـ تعتبره مُستقلاّ من حيث التأثير في الأشياء و إنجاز


1. و لذلك عند ما سَأل عمرو بن لحي أهل الشام عن علَّة عبادتهم للأصنام؟ قالوا ـ في جوابه ـ : إننا نطلب المطر من هذا الأصنام فتسقينا، و نستعين بها فتُعيننا، و بهذا الاعتقاد اصطحب عمرو معه «هُبَل» و جاء به إلى مكّة. راجع سيرة ابن هشام: 1 / 77.2. كما أنّ مذاهب السُّنَّة تنقسم ـ في فروع الأحكام ـ إلى المذاهب الأربعة كذلك تنقسم في الأُصول و المعارف إلى قسمين: الأشاعرة و المعتزلة.

/ 332