وهابیة فی المیزان

جعفر السبحانی

نسخه متنی -صفحه : 332/ 149
نمايش فراداده

و الخلاصة: بعد كلّ ما سبق... يمكن القول ـ بالقطع و اليقين ـ إنّ المسلمين في صدر الإسلام كانوا يتوسَّلون بالأشخاص الصالحين الأزكياء.

6ـ شِعر صفيَّة في رثاء النبي

أنشدت صفيَّة بنت عبدالمطَّلِب ـ عمَّة النبىّ ـ قصيدة بعد وفاة النبي في رثائه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و منها:


  • ألا يا رسولَ اللّه أنت رجاؤنا و كُنتَ بنا بَرّاً رؤوفاً نَبيّنا لِيَبْكِ عليكَ اليوم مَن كانَ باكيا(1)

  • و كنتَ بِنا بَرَّاً و لمْ تَكُ جافيا لِيَبْكِ عليكَ اليوم مَن كانَ باكيا(1) لِيَبْكِ عليكَ اليوم مَن كانَ باكيا(1)

إنّنا نستنتج من هذه المقطوعة الشعرية ـ الّتي أُنشدت على مسمع من الصحابة و سجَّلها المؤرّخون و أصحاب السِّيَر ـ أمرين:

الأول: إنّ مخاطبة الأرواح ـ و بالخصوص مخاطبة رسول اللّه بعد وفاته ـ كان أمراً جائزاً وجارياً، و قولها: «ألا يا رسولَ اللّه» لم يكن لغواً و لا شركاً كما تدّعي الوهّابيّة الضالَّة.

الثاني: إنّ قولها: «أنت رجاؤنا» يدلّ على أنّ النبىّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ هو أمل المجتمع الاسلامي في كلّ العصور و الأحوال، و لم تنقطع الروابط و العلاقات معه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حتى بعد وفاته.

1. ذخائر العقبى للحافظ محبّ الدين الطبري: 252; مجمع الزوائد: 9 / 36 ونشير إلى أنّ جملة «أنت رجاؤنا» في الشطر الأول جاءت في هذا المصدر هكذا: «كنت رجاءنا».